تأملت في حالي السنين اللي فاتت في رمضان، وفهمت ان كانت عندي مشكلة وهي الرغبة في تحقيق رقم قياسي في العبادات من عدد الختمات وعدد الركعات والأذكار...علشان لما حد يسألني، أو أنا لما أسأل نفسي، انت ختمت قد ايه؟ وصليت قد ايه؟ يبقى عندي رد، وبعد كده اتعلمت ان ده نوع خفي من الرياء أمام نفسي وكمان رياء أمام الناس.
هسألكم سؤال...هو ايه الهدف من رمضان؟ هل هو الصعود درجات كتير جدا في رمضان ثم السقوط بعده وترديد الكلمة المؤلمة "انا وقعت بعد رمضان"، ولا الهدف هو الاستمرارية؟
من المكان اللى انا واقف فيه هاخد يا رب خطوة. خطوة لانى نفسي استمر عليها بعد رمضان. فى سنين فاتت بحاول آخذ خطوات كتير مرة واحدة بس كنت بتعب وأقف.
وأنا نفسي أكمل السنة دي، انا اتعلمت انك بتحب الدوام والثبات على العمل حتى وان قل وحبيبك صلى الله عليه وسلم علمنا كدة لما قال: "أحب الأعمال الى الله أدومها وإن قل" وكان بيشجع أصحابه وبيشجعنا على كده.
عشان كده السنة دي هفتح صفحة جديدة فى قصة حب معاك نفسي انها لا تقل ولا تنقطع بعد رمضان. هاخد خطوة من المكان اللى انا واقف فيه وعشان اقدر استمر هعبّـر عن حبي على حسب مقدرتي وعلى وسعي مش على وسع غيري وأنا مركز وعيوني على اني استمر ولا انقطع لانى عرفت انك بتحب العمل المستمر مش المنقطع لان الله الباقى بيحب العمل المستمر الباقي.
هكتب انا مكاني فين من صلاة الفرض وهدفي اني اتقدم خطوة في رمضان واستمر عليها بعد رمضان، لو انا مش بصلي يبقى الهدف هو الصلاة في أول الوقت، لو أنا بصلي أول الوقت يبقى الخطوة تبقى الصلاة في المسجد، من المكان اللي انا واقف فيه هاخد خطوة على مقاسي واستمر عليها وتبقى مستمرة ومستديمة بعد رمضان ان شاء الله.
هكتب انا مكاني فين في القرآن وهاخد خطوة للأمام، لو أنا عمري ما فتحت المصحف هبتدي بقراءة مع الفهم من كتب التفاسير اللي على مستوايا، وهدفي هو القراءة والفهم، وهحاول على قدر استطاعتي، ممكن مختمش ولا ختمة بس هفهم اللي هقراه وهستفيد منه وهطبقه على حياتي بإذن الله.
هكتب انا مكاني فين من صلة الرحم، لو مقاطع حد من أهلي يبقى لازم حالا اصالحهم وهتواصل معاهم كل أسبوع ولو بالتليفون. وهستمر على كده بعد رمضان.
هحدد انا مكاني فين في العمل الخيري، لو انا عمري ما اشتركت في جمعية خيرية، يبقى خطوتي اني اشترك واروح مرة كل اسبوع باستمرار، مش اروح كل يوم في رمضان وبعدين اتعب واقف ولا أذهب على الاطلاق.
وهطبق المنهج ده على كل حياتي من معاملتي لأهلي لشغلي لكل تفصيلة من تفاصيل حياتي.