فضل العلم
دع الهوينى لأهل العجز والكســــــل
وعانق الصبر وأغنم ساعة العمل
ولامس النجم في عز وفي شــــــرف
وسابق الريح في حل ومرتحل
والله لو كنت تدري مـــا خلقت لـــه
لبات قلبك بالأشجان في شغل
ولا سعـــدت بنوم أو لهوت بمــــا
يلهيك عن منزل السادات والنبل
ولا رضــــيت بدنيا كلهــــا ندم
سعت لكل حقير من بني السفل
فبادر العمر جــــــد السير وا لهفي
علي ليـــال وأيام لـنا أول
يكفيك أن رفــــيق العلـــم منزله
بين السماكين مرفوعا علي زحل
تهفو له الشمس والجوزاء تحســده
يبيت فوق حشايا الجد في قلل
استشهد الله أهل العلـــم فضلهــم
علي جميع البرايا من بني الدول
وميز الله حتى في البهـــــائم مـا
منها يعلم في صيد وذي جهل
والهدهد اجتث بلقيسا وهــدهــطها
بالعلم جاء سليماناً علي عجل
ذو العلم حي ولو ذابت حشـاشــته
له الجلالة عن حاف ومنتعل
حــتى الملائكة الأبــرار تذكــره
والنمل يدعو له في السهل والجبل
مداده كرم جاد الشهــيد بـــــه
في حومة الهول بين البيض والأسل
أقلامه تعمر الدنيا إذا نطـــقــت
ألواحه صحف الرضوان والأمل
كلامه درر أحكامه عبـــــــر
أفعـــاله أثر للــه من حـلل
يقضي ويمضي وكل الناس تقبلــه
في ساعة الجد أو في ساعة الهزل
والله لو وزنوا الدنيا بزخرفهـــا
ما عادلت كلمة من لفظه الجزل
أو قدموها قناطيـــراً مقنطـرة
ما وازنت حرف علم صافي النهل
مـات الملوك وأهل العلم ذكرهمـو
كالمسك في الناس ند عشرق جزل
لو أن عبداً حقير الأصــل ممتهناً
أصك مفتولة أذناه كالثـــــعل
ممزق الثوب عار الظهر مشفــرة
كمشفر الضب والكفان في شلل
أثط أفطس قد طالت ضفائــــره
طعامه من رخيص البقل والدقل
وعنده من علوم الوحي لانصـدعت
له القلوب وصار الكون في جزل
ووقرته ملوك الأرض وارتجـفــت
له المنابر في عز وفي جـــلل
وقربت نعله الأشراف وافتخـــرت
به المدائن من سهل ومن جــبل